خاچية عراب الحكومة الاهلية
ا.د.ضياء واجد المهندس
عندما تقدم حمودي القندرجي ابن العشر سنين الى مديرية الاوقاف العامة في بداية الحكم الملكي في عشرينات القرن لماضي، لكي يصبح كيشوان في جامع الامام ابو حنيفة.. سأله الشيخ : ماذا تعمل؟!،اجاب حمودي : صانع عند عموري القندرجي(معاون اسكافي) … قال الشيخ : هل تعرف القراءة والكتابة؟ ، قال القندرجي : لا، هل عمل الكيشوان يحتاج القراءة والكتابة، سمعت من استاذي، الشغلة هي استلم واحرس النعل والكيوات و القنادر ؟!!.قال الشيخ : نريد كل من يتعين في الجامع يقرا و يكتب ليقرا القران و نطمئن لامانته ويصبح من المؤمنين..
خرج القندرجي واخذ مسار جديد في عمله، حيث عمل مع الانكليز في السكراب و مواد البناء والاسفلت والنفط والاعاشة، حتى طفر من احداث مايس في بداية الاربعينات ليصبح من اثرى اثرياء العراق .. عندما بدا ياخذ مشاريع عملاقة في السكك و الاسكان والري طلبوا منه ان يكون له حساب في البنك العراقي . فتح حمودي القندرجي حسابا”، وطلب مدير البنك العراقي من حمودي ان يكتب اسمه و توقيعه، اجاب حمودي انه امي لا يقرا و لا يكتب! !!!..استغرب مدير البنك وقال لحمودي : اذا انت امي لا تقرا و لا تكتب وصرت مليونير ( يعادل ملياردير الان) ، طيب لو كنت تقرا و تكتب كيف تكون؟!! !ضحك حمودي القندرجي : كان وجدتني اصفط واحرس النعل بجامع ابو حنيفة ..
يقول القندرجي الذي غير اسمه فيما بعد : اذا اعطيت الطفل ليرة ذهب و جكليته، ياخذ الجكليته لانها حلوة مجربها، ويترك ليرة الذهب الذي تعادل شاحنة من الجكليت! !!!
هذا هو حالنا، دفعونا مثل الاطفال نحو الوظيفة والراتب المحدد و البصمة ب ٨ الصبح و ب ٣ الظهر، قتلوا حافز الابداع والابتكار، لانهم دمروا بيئة الاستثمار ،ولوثوا كل منافذ العمل الحر والقطاع الخاص، واصبح الاستثمار للساسة والاحزاب والكتل، حتى وصل الامر لابليس على حد زعم خاچية فقرر مغادرة العراق، لانه علمهم السرقة والرشوة و التزوير و وضع اليد والتلاعب، فانكروا فضله وكتبوا على ملكهم و سحتهم الحرام ( هذا من فضل ربي) ، و تقسم خاچية بعد عودتها من الحج ان المسؤولين الفاسدين لم يرموا الحجر عليه ( ابليس) بادعاء احدهم : صاحبنا، ما يصير نغدر بيه، و نحتاجه من نرجع ..
منذ صغري وانا اعمل في السوق العراقية، وتعلمت ان ابواب الرزق مفتوحة و متاحة لعباد الله. لان الله عادل..
اللهم يسر أمرنا..
و اغفر ذنوبنا..
البروفسور د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي