أبو العثوگ يخيِّط إفتوگ. | أنكيدو بريس
أبو العثوگ يخيِّط إفتوگ.
  • الثلاثاء, أبريل 27th, 2021
حجم الخط

*أبو العثوگ يخيِّط إفتوگ..*

أ. د. ضياء واجد المهندس

قبل أربع سنوات و في عَصرٍ تَمُّوزِّيٍّ جَهنَّميٍّ، و حالما دخلتُ داري سمعتُ طَرقًا جنونيًّا على باب الدار و رنينًا مستمرًّا في جرس البيت. و حالما خرجتُ و قبل أن أحاولَ تشخيصَ هويةِ الطارقِ، سمعتُ صوتًا جهوريًّا قويًّا لإمراةٍ ثلاثنيَّةِ العمرِ ترتدي جُبَّةً إسلاميةً قالت: أنتم ما تستحون، ما عندكم حياء، و لا غيرة و لا ناموس، تعرفون تخلفون و ما تعرفون تربُّون.. وين مرتَك؟!.
سألتُها: شنو (ما القضية؟!)
قالت: إبنكم ضرب إبني، و أخذ منه الكرة، و واصلَت من غير فاصلٍ: و للعلم وراء إبننا عَمام يكسرون خشوم و خوال يسوُّون طشَّاركم ما له والي، يفلشون بيتكم عليكم، و يكَسرون روؤسكم..
قلتُ لها: إبني غلط، و عندي بالبيت كرة قدم إشتريتها العام من هولندا، أخذيها لإبنك، و عندما يأتي إبني أكسِّر راسَه، و إن شاء الله ما تتكرَّر هذه الحالة مرة ثانية..
قالت بصوتٍ عالٍ: خَلِّي الكرة لحالَك، و اليوم ليلتَك أهلنا يجعلوها سودَة عليك و على الِّخلفوك.
رجعتُ لأنام بضع ساعات، فقد كانت أيامي السابقة عصيبة عليَّ، لم أنَم فيها.. و لكن.. و بعد صلاة العشاء رنَّ جرس الدار، و عندما خرجتُ وجدتُ إثنين من الرجال برفقة المرأة الشرسة، سلَّموا عَلَيَّ، و هَمَّ أحدُهُم أن يسحب رأسي نحوَهُ، و ظننتُ أنه يحاولُ يضربني برأسهِ، فسحبتُ راسي بقوةٍ منهُ، و تبيَّن أنهُ يريدُ تقبيلي من باب الإعتذار، قالَ: حَقَّكَ دكتور ما تقبل الإعتذار، زوجتي سيِّئة ما تعرف الأصول، و لا عَقِل ولا فَهِم و ما تعرف الكلام و لا تقدِّرُ الناسَ، دائمًا توقعنا في مشاكل، و تورِّطنا مع الناس..
دخلوا الدار و بعد ضيافتهم، عرفوا أني وحدي بالدار منذ سنتين، و أنَّ إبني لم يعرفه أحد في المنطقة، و أنَّ مَن
ضَرَبَ إبنَهُم هوَ إبنُ البيتِ المقابل لداري، و أنا توقَّعتُ ذلكَ لكنِّي أسررتُ ذلكَ في نفسي…
سألني زوجُها:
لماذا لم ترد عليها؟!، أجبتُ: لأني خشيتُ أن تعملَ زوجتُكَ مع الآخرينَ مشكلةً، و لأنَّ اللهَ أمرَنا بالصبرِ و السِّترِ، و لأنَّ الأختَ لم تتَّعِظ من مصائب الدَّهر و هموم الناس لتشتبكَ مع الناس..

عندمااتَّصلَ بي أحدُ الخبراء من المجلس، قبل أربع سنوات يطلبُ مساعدتَنا في تهديدٍ مسلَّحٍ و عشائريٍّ من أحد المسوؤلين الفاسدين، كنَّا قد نشرنا ملفات فساده التي سرَّبها لنا زميلٌ شجاعٌ.. و في البدء إلتقيتُ بأحدِ الشيوخِ في بغداد في بيت أحدِ أصدقائِنا فوجَّهَ لنا النصيحةَ الآتيةَ:
قال الشيخ: خُذ ثلاثينَ جكسارة (مُحَمَّلَةً) بالشيوخ و السادة (علويِّ النَّسَبِ)، و ثلاثين سيارة (كيَّا) فيها شبابٌ مسلَّحٌ..
إذا احتجنا ندكهُم (نَهجم عليهم)، لأنَّ خصمكم مسوؤل و عنده حمايات إذا ما يشوف العين الحمرة يدمُّركم..
إنتظرتهُ نصف ساعة لكي يحسب تكاليف يوم حلِّ القضية، فكان الرقمُ فلكيًّا.. رجعتُ إلى الدار مهمومًا مثقَلًا بالألم و الحسرة، و لكني لم أيأس من رحمة الله تعالى و نصره لنا… عندما وصلنا الى صاحبنا، تضايقتُ و تألمتُ عليه..
قرَّرتُ أن أعيد الكَرَّةَ مرَّةً أخرى، بناءً على نصيحة من أحد الإخوان أرشدنا إلى شيخٍ صاحب بخت، و انطلقتُ معه إلى الشيخ المبخوت الذي قد يُسهِمُ في مساعدتنا لحلِّ مشكلتنا..
دخلنا إلى بستانٍ، فسألتُ صديقي:
هذا بستان، و أشار إلى شخص يعمل في الأرض قائلًا:
هذا الشيخ.
قلتُ له: هل فلاح ممكن أن يحلَّ مشكلةً مع مسوؤلٍ فاسدٍ؟!
أستقبلنا رجلٌ يحملُ (عثوگ تمر)، فقال صاحبي: أبو العثوگ هو الذي يخيِّط الفتوگ، وهذا ماحدث..
لقد كان الشيخُ كريمًا سَمْحًا ذا عقلٍ رشيدٍ، إفترقنا على نصيحةٍ منهُ لنا:
(يا دكتور لقد كسرت ظهرَك بحمل دهرِكَ ، إصبر لأنكَ أمامَ موجٍ عالٍ و ناسٍ لا تُبالي)، قلتُ: حسبنا الله هو مولانا و ناصرنا، فقال: نِعمَ المولى و نِعمَ النصير ..

اللهمَّ احفَظ العراقَ و أهلَهُ،
اللهمَّ أُنصُر العراقَ و أهلَهُ.

أ.د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي.

مواضيع قد تعجبك

أترك تعليق

إستفتاء جاري حاليا

بحث في الموقع

ما رأيك فى إنطلاقة إنكيدو بريس

عرض النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

عالم وعلم