طال الليل يا عراقيين ماذأنتم فاعلين
محمد كاظم خضير
عليك أن تقتنص فرصة في ظلمة الليل الحالكة، كي تزوِّد شاحن موبايلك بشيء من الطاقة، ومع أن تلك كانت فرصة ممكنة من قبلُ، إلا أنها باتت متعذرة بحكم قلة ساعات عودة التيار، وكان بمقدور بعضهم الحصول على شيء من الإضاءة الا عبر مولدات، إلا أن ثمن المولد السحب المرتفع جعل الأمر مستحيلاً على الطبقات الفقيره ، ويحاصرنا الظلام في حضارة بلاد الرافدين التي هي من أقدم الحضارات التي اول من استخدم الإنارة في انارة المدن عند السومريين ، أو هكذا يفعل بنا الظلم غير المسبوق في حياتنا وكل شيء أُعد بعناية فائقة بلا ذلٍّ ربما لبعث صورة أخرى لهذه البلد لا تكون معها ملامح تاريخها.
هنا يلهو صغارنا في ليالٍ رمضانية بدون مصباح نور يرون به ملامح وجوههم . كل شيء يبدو منطفئاً بعد أن خطف الخاطفون النور والفرحة، ورسم العابثون سيناريو مختلفاً يناقض ما كانت عليه الحياة في ربوعها، ربما بحثاً عن نسخة وطن لا يحمل من صفاتها وتاريخها شيئاً، عندئذٍ تكون قابلة للتجانس مع ما يُعدُّ لها.
أسواق بلغها الظلام وتجارة كاسدة لدى من كانوا يعدُّون أنفسهم لموسم ربح في رمضان.
حقاً لقد فقد رمضان في العراق رونقه وبهجته، وبدت ملامح أهله الحزينة انعكاساً لحالة التضييق التي تُمارَس بحقهم بكل عناية وسادية. كل شيء أُعد بطريقة عقابية غاية في الدقة ليس بداية بانهيار سعر العملة والغلاء الفاحش وانعدام فرص العمل، ولا بالأمراض المنتشرة وحصاد الموت الذي يخطف الأنفس جلبته شائعات تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي،، وهكذا تجري مسلسلات الرعب والإفقار بحق من أعياهم الحال في بلاد الظلام والعطش.