من_ابرز_اعلام_العلم_في_العراق
الاستاذ كامل أدهم الدباغ (١٩٢٥- ٢٠٠٠).
ولد في مدينة الموصل، وتلقى فيها دروسه الأولية وحصل على ليسانس في العلوم من دار المعلمين العالية عام ١٩٤٧ وعُيّن في وظائف تدريسية وإدارية وأسهم في مؤتمرات علمية وتربوية في القاهرة ويوغسلافيا وإنكلترا وألمانيا وإسبانيا وشارك في تأليف كتب علمية في الفيزياء لمدارس ومعاهد عراقية وكتباً لهواة الكهرباء والراديو بلغت (٣٠) مؤلفا علمياً مبسطاً للأطفال والأحداث.
ترأس مجلة العلم والحياة للفترة بين عامي ١٩٦٨-١٩٧٨ وأعد برنامج الجديد في العلم في إذاعة بغداد إضافة إلى إعداده وتقديمه لبرنامج العلم للجميع الذي كان يعرض كل يوم اربعاء وهو الذي أدخل فكرة التوقيت الصيفي الذي طبق في العراق منذ عام ١٩٨١ ولغاية ٢٠٠٨.
كامل الدباغ في برنامجه الأسبوعي (العلم للجميع) الذي كان يعرض في تلفزيون العراق كل يوم أربعاء
ولم يكن الدباغ مجرد مقدم برنامج تلفزيوني ناجح على أهمية هذا الوصف، بل كان قبل ذلك رجل علم وثقافة واسعة، وإن كان تخصصه الدقيق في علم الفيزياء، إذ كان خريجا لدار المعلمين العالية قسم الرياضيات والفيزياء، وكان في شبابه مولعا بقراءة الكتب العلمية والأدبية والروايات العالمية ودواوين الشعر، إلا أنه كان موسوعي المعرفة، واسع الإطلاع غزير الإنتاج، وعلى دراية كافية لما يتطلبه تقديم البرنامج عبر شاشة التلفاز فكان العلم للجميع له الأثر الكبير والبالغ على كل العراقيين.
عاد إلى العراق بعد انتهاء مدة دراسته في أوروبا عام ١٩٦٠، ولاحظ خلو منهاج التلفزيون من برامج علمية، فكتب رسالة إلى إدارة تلفزيون بغداد آنذاك اقترح فيها عليهم استحداث برنامج بهذا المضمون، يشجع على الابتكار والاختراع، فحصلت الموافقة بشرط أن يعده ويقدمه هو شخصياً، وحين ذهب إلى إدارة التلفزيون للمداولة بشأنه وجد البرنامج قد أدرج أصلا في منهاج التلفزيون الأسبوعي وكانوا ينتظرون منه أن يختار اسماً له فاختار (العلم للجميع) وبثت الحلقة الأولى منه بتاريخ ٢٨ أيلول ١٩٦٠ واستمر دون أي انقطاع لغاية آخر حلقة من البرنامج التي قدمها بتاريخ ١١ آذار ١٩٩٤، أي قرابة ٣٤ عاماً من العطاء المتجدد والمستمر، قبل أن يعتزل العمل.
كان كامل الدباغ رائدا من رواد المجتمع العراقي على مدى أربعة وثلاثين عاما ببرنامجه (العلم للجميع) الذي نشر وعيا علميا عند عامة العراقيين، وألهم الكثير من شباب العراق بما أثاره عندهم من حب للعلم والمعرفة، وكان لكامل الدباغ أثر كبير في حياتهم العملية وهو من أعطاهم الحافز للوصول إلى مراكز علمية عالية داخل وخارج العراق.
كما كان الاستاذ كامل الدباغ أحد اعضاء الهيئة الاستشارية لمجلة علوم التي كانت تصدر شهريا منذ العام ١٩٨٣.
ومن طريف ما يتعلق بالدباغ، أن شائعة كانت قد سرت في بغداد، في السبعينيات، مفادها أن كامل الدباغ أعلن في برنامجه موعد يوم القيامة!! فساد الهرج والمرج وارتبكت حركة الناس في الشوارع، ومن حسن الصدف إن تلك الشائعة أطلقت يوم أربعاء، موعد البرنامج، إذ سرعان ما طمأن الدباغ المشاهدين من أن ما تناقلته الألسن لا صحة له لأن موعد قيام الساعة من علوم الغيب التي أستأثر بها الخالق سبحانه وتعالى، فأطمأن الناس حينئذ، وهذا يدل على مدى التأثير الذي كان يحدثه برنامج العلم للجميع على الرأي العام العراقي!
لبى نداء ربه عام ٢٠٠٠ عن عمر ناهز ٧٥ عام قضاها في خدمة الحركة العلمية في العراق.
Nargis Al Shabib